حل المشاكل الزوجية بطريقة عملية، من أهم متطلبات البيوت لضمان حياة سعيدة، فلا بيت يخلو من الخلافات الزوجية، لان كل طرف يرى الحدث الواحد من زاويته الخاصة بصورة تختلف عن الآخر، وهو أمر يتطلب وقوف الزوجين على سبب أي خلاف وامتلاكهم للوعي والرغبة في التفاهم، و تعلم مهارات تمكنهم من الحل، وفي السطور التالية، ننقل بعض من نصائح وخبرات وإضاءات المختصين للمساعدة في حل المشكلات الزوجية في مهدها وتجنب تأثيرها على الزوجين والأبناء.
حل المشاكل الزوجية بطريقة عملية
مما لا شك فيه أن لكل شخص له شخصيته وطباعه وعاداته المختلفة عن الآخر، إذن الخلاف حتمي، كما يرى خبراء العلاقات الاجتماعية، ولا يعد المشكلة الحقيقية، إنما المهم هو التعامل مع الخلافات بطريقة إيجابية صحيحة والوصول لحل قبل تفاقمها والذي ينطلق من وضع أسس سليمة للحياة الزوجية منذ البداية والاتفاق عليها للحد من الخلافات وبالتالي حصر المشاكل في أضيق نطاق.
السعادة الزوجية قرار
على الزوجين دراسة تلك الجملة القصيرة جيدا واستيعاب معناها بل وجعلها بداية لحياتهما معا، أو حتى بداية مرحلة جديدة من الحياة، "السعادة قرار" ، بمعنى أن يقرر كلا الطرفين بدية إنجاح الحياة الزوجية من خلال بذل كافة الأسباب وأهمها اتباع المنهج الرباني والاقتداء بسيد البشر نبينا ومعلمنا عليه أفضل الصلاة والسلام، وذلك للوصول إلى الاستقرار و السعادة الزوجية.
الدعاء قبل النقاش
المسلم يستعين بالله في كل أمره ويأله السداد دوما، وليس أهم من الوئام والألفة بين الزوجين، لذا يتحب الدعاء بتحقيق المراد من النقاش وهو الإصلاح أولا وأخيرا، ومن الأدعية المأثورة في الألفة بين القلوب
"اللهم ألف بين قلوبنا، وأصلح ذات بيننا، واهدنا سبل السلام، ونجنا من الظلمات إلى النور، وجنبنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وبارك لنا في أسماعنا، وأبصارنا، وقلوبنا، وأزواجنا، وذرياتنا، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم، واجعلنا شاكرين لنعمك مثنين بها عليك قابلين لها وأتممها علينا. "أخرجه الحاكم
البيوت أسرار..
الأساس في العلاقة هو كتمان أسرار البيت، أما إن حدث العكس وحكى
أي من الزوجين موضوع الخلاف لشخص ما، فمن الضروري عدم الانطلاق في السرد بعرض
نصيحة هذا الشخص، لأن علم الطرف الآخر بشيوع الخلاف قد يستفزه ويفقده الثقة في رأي
شريكه.
الصراحة والوضوح أهم أسس حل الخلافات
من المهم أن يتفق الزوجين على الصراحة في شتى الأمور خاصة الخلافات، فلابد من مواجهتها والتحدث بشأنها .عدم رفع الصوت
التحلي بالهدوء عند مناقشة الخلاف، لأن نبرة الصوت أثناء النقاش من
الممكن أن تؤدي لتهدئة المشكلة أو تصعيدها.
الانصات الجيد للآخر
من أبسط قواعد حل أي خلاف، ان يفسح كل من الطرفين المجال للآخر للتعبير عن وجهة
نظره، وينصت له وألا يقاطعه حتى ينهي حديثه، كذلك ألا يقوم أي منهما بكبت مشاعر شريك حياته
وتجاهل احتياجاته أو تحقير وجهة نظره.
تجنب إلقاء اللوم
من الأفضل أن يهتم كل طرف بعرض شعوره تجاه ما حدث من خلاف بدلا من إلقاء اللوم على شريكه ومحاولة إظهاره في صورة المخطيء، فهي ليست معركة بالمرة.
عدم تشعيب المشكلة
من المهم جدا عدم ملفات قديمة حتى وإن كانت مرتبطة بالخلاف الجاري
مناقشته، لأن ذلك قد يؤدي إلى سعي كل طرف لاستحضار أخطاء سابقة لشريك حياته
وبالتالي تفاقم الخلاف.
المرونة وحسن الظن
بعد انتهاء النقاش، لابد أن يفكر كل طرف في وجهة نظر شريكه ويحاول تفهم
أسبابه والتماس العذر، وحسن الظن .
عصف ذهني وحل مشترك
في حال اقتنع أي من الطرفين بوجهة نظر الآخر، فمن الجميل أن يعلن ذلك وأن الخلاف قد انتهى عند هذا الحد، وإلا من الممكن اللجوء للتفكير المشترك وعمل عصف ذهني سريع للوصول لحل مرضي للجميع دون تسلط طرف على آخر.
علاج المشكلات الزوجية من الهدي النبوي الشريف
وقبل كل ذلك وبعده، الاحتكام إلى شرائع الإسلام، والرجوع للهدي النبوي الكريم، وسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم في بيته ومع زوجاته أمهات المؤمنين عند الوقوع في أي خلاف، وهي مليئة بالمواقف والقصص التي يُقتدى بها في حل المشكلات والخلافات ، ونذكر في ختام مقالنا ما ورد عنه صلى الله عليه وسلم من أنه كان إذا غضبت زوجته يضع يده على كتفـها ويقول:
اللهم اغفر لها ذنبها وأذهب غيظ قلبها، وأعذها من الفتن.

تعليقات
إرسال تعليق
اكتب لنا في التعليقات عن رأيك في الموضوع